الصفحة الرئيسية
 
الصفحة الرئيسية  |  ملف االشهداء  |  ملف الأسرى  |  ملف الجدار العازل

:: شعر ::

مظفر النواب



الخوازيق

لله ما تلد البنادق من قيامـــة

ان جاع سيدها وكف عن القمامـــة
ان هب لفح مساومات
كان قاحلاً

قاتلاً لا ماء فيه ولا علامـــة

وهو السلاح المكفهر دعامة

حتى إذا نفذ الرصاص هو الدعامـَـه

قاسى فلم يتدخلوا

حتى إذا شهر السلاح

تدخل المبغى ليمنعه اقتحامـَـــه

لا يا قحاب سياسة

خلوه صائماً.. موحشاً

فوق السلاح

فإن جنته صيامــَــه

قالوا مراحل

قولوا قبضنا سعرها سلفاً

ونقتسم الغرامــَــــه

لكن أرى غيباً بأعمدة الخيام

تعرت الأحقاد فيه جهنماً

وتحجرت فيه الغلامــــــه

حشد من الأثداء.. ميسرة تمِـجُ دمــا ً

وحلق في اليمين لمجهض دمه أمامــَــه

حتى قلامة أظفر كسرت

ستجرح قلب ظالمــا ً

فما تنس القلامـــــــــَـه

وأرى خوازيقاً صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامــَه

لله ما تذر البنادق حاكمين

مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامـــَــه

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما الصراط المستقيم

به اعتدال واستقامــَــه

لم ينعطف خل على خل

كما سبابة فوق الزناد

عشي معركة الكرامــــه

نسبي إليكم أيها المستفردون

وليس من مستفرد

في عصرنا

إلا الكرامــــة

في الحانة القديمة



المشرب ليس بعيداً.. ما جدوى ذلك
أنت كما الاسفنجة تمتص الحانات

ولا تسكر
يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين

لماذا تتركوها؟

هل كانوا عشاقاً؟

هل كانوا لوطيين بمحض إرادتهم كلطاءات القمة؟

هل كانت بغي ليس لها أحد

في هذي الدنيا الرثة؟

وهمست بدفء في رئتيها الباردتين..

أيقتلك البرد؟

أنا يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر

سيدتي.. نحن بغايا مصرك

يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..

والخبز الكاذب..

والأشعار.. ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا

ويوافق كل الشعب.. او الشعب

وليس الحاكم أعور

سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً

وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان

والقادم أخطر

نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط

نخبك.. نخبك سيدتي

لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني

فالبعض يبيع اليابس والأخضر

ويدافع عن كل قضايا الكون

ويهرب من وجه قضيته

سأبول عليه وأسكر.. ثم أبول عليه وأسكر

ثم تبولين عليه ونسكر

المشرب غص بجيل لا تعرفه.. بلد لا تعرفه

لغة.. ثرثرة.. وأمور لا تعرفها

إلا الخمرة بعد الكأس الأولى تهتم بأمرك

تدفئ ساقيك الباردتين

ولا تعرف أين تعرفت عليها منذ زمان

يهذي رأس بين يديك

شيء يوجع مثل طنين الصمت

يشاركك الصمت كذلك

بالهذيان.. فتحدق

في كل قناني العمر لقد فرغت

والنادل أطفأ ضوء الحانة مرات

لتغادر

كم أنت تحب الخمرة.. واللغة العربية.. والدنيا

لتوازن بين العشق وبين الرمان

هذى الكأس واترك حانتيك المسحورة

يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان

واملأها حتى تتفايض فوق الخشب البني

فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر..

وتلك لصنع النعش.. وأخرى للإعلان..

عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى

إلا منطفأً سكران

أصغر شيء يسكرني فكيف الإنسان

سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل

وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان

وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير

لكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها

وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر

سجون متلاصقة

سجان يمسك سجان....
 

 

 

وتريات ليلية

الحركة الأولى


في تلك الساعة من شهوات الليل
وعصافير الشوك الذهبية
تستجلي أمجاد ملوك العرب القدماء

وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية

يكتظ حليب اللوز

ويقطر من نهديها في الليل

وأنا تحت النهدين ، إناء

في تلك الساعة حيث تكون الأشياء

بكاءً مطلق ،

كنت على الناقة مغموراً بنجوم الليل الأبدية

أستقبل روح الصحراء

يا هذا البدوي الضالع بالهجرات

تزوَّد قبل الربع الخالي

بقطرة ماء





كيف أندسَّ بهذا القفص المقفل في رائحة الليل!؟

كيف أندسَّ كزهرة لوزٍ

بكتاب أغانٍ صوفية!؟

كيف أندسَّ هناك،

على الغفلة مني

هذا العذب الوحشي الملتهب اللفتات

هروباً ومخاوف

يكتبُ في ََّّ

يمسح عينيه بقلبي

في فلتة حزن ليلية

يا حامل مشكاة الغيب!

بظلمة عينيك!

ترنَّم من لغة الأحزان،

فروحي عربية



يا طير البرِّ

أخذت حمائم روحي في الليل ،

الى منبع هذا الكون ،

وكان الخلق بفيض ،

وكنتَ عليّ حزين

وغسلت فضاءك في روح أتعبها الطين

تعب الطين ،

سيرحل هذا الطين قريباً ،

تعب الطين

عاشر أصناف الشارع في الليل

فهم في الليل سلاطينْ

نام بكل امرأة

خبأ فيها من حر النخل بساتينْ

يا طير البرقِ! أريد امرأةً دفء

فأنا دفء

جسداً كفء فأنا كفء

تعرق مثل مفاتيح الجنة بين يديَّ وآثامي

وأرى فيك بقايا العمر وأوهامي

يا طير البرق القادم من جنات النخل بأحلامي!

يا حامل وحي الغسق الغامض في الشرق

على ظلمة أيامي

أحمل لبلادي

حين ينام الناس سلامي

للخط الكوفيّ يتم صلاة الصبح

بافريز جوامعها

لشوارعها

للصبر

لعليٍّ يتوضأ بالسيف قبيل الفجر

أنبيك عليّاً

مازلنا نتوضأ بالذل

ونمسح بالخرقة حد السيف

ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف

ما زالت عورة عمرو العاص معاصرةً

وتقبح وجه التاريخ

ما زال كتاب الله يعلَّقُ بالرمح العربية

ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،

يؤلب باسم اللات

العصبيات القبلية

ما زالت شورى التجار ، ترى عثمان خليفتها

وتراك زعيم السوقية

لو جئت اليوم ،

لحاربك الداعون إليك

وسموك شيوعية







. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

أتشهّى كل القطط الوسخة في الغربة

لكل نساء الغربة أسماكٌ

تحمل رائحة الثلج

وأتعبني جسدي

يا أيَّ امرأة في الليل!

تداس كسلة تمر بالأقدام

تعالي!

فلكل امرأة جسدي

وتدٌ عربي للثورة ، يا أنثى جسدي

كل الصديقين وكل زناة التاريخ العربي

هنا أرثٌ في جسدي

أضحك ممن يغريني بالسرج

وهل يسرج في الصبح حصان وحشيٌّ

ورث الجبهة من معركة "اليرموك"

وعيناه "الحيرة"

والأنهار تحارب في جسدي !؟

قد أعشق ألف امرأة في ذات اللحظة،

لكني أعشق وجه امرأة واحدة

في تلك اللحظة

امرأة تحمل خبزاً ودموعاً من بلدي.

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .





الحركة الثانية


. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

وجيء بكرسيّ حُفرت هوة رعب فيه

ومزقت الأثواب عليّ

ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت

أمسكني من كتفي وقال ،

على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق

فاعترف الآنَ

اعترف

اعترف

اعترف الآنَ

عرقتُ.. وأحسست بأوجاع في كل مكانٍ من جسدي

اعترف الآن

وأحسست بأوجاع في الحائط

أوجاع في الغابات وفي الأنهار، وفي الإنسان الأوّل

أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان

توجهت الى المطلق في ثقة

كان أبو ذرٍّ خلف زجاج الشبّاك المقفل

يزرع فيّ شجاعته فرفضت

رفضت

وكانت أمي واقفة قدام الشعب بصمت.. فرفضت

اعترف الآن

اعترف الآن

رفضت

وأطبقت فمي ،

فالشعب أمانة

في عنق الثوري

رفضتُ

تقلص وجه الجلادين

وقالوا في صوت أجوف:

نترك الليلة..

راجع نفسك

أدركت اللعبة

في اليوم التاسع كفّوا عن تعذيبي

نزعوا القيد فجاء اللحم مع القيد ،

أرادوااهلا بكم في صفحة مظفر النواب

الاعمال الاد\بية



الخوازيق

لله ما تلد البنادق من قيامـــة

ان جاع سيدها وكف عن القمامـــة
ان هب لفح مساومات
كان قاحلاً

قاتلاً لا ماء فيه ولا علامـــة

وهو السلاح المكفهر دعامة

حتى إذا نفذ الرصاص هو الدعامـَـه

قاسى فلم يتدخلوا

حتى إذا شهر السلاح

تدخل المبغى ليمنعه اقتحامـَـــه

لا يا قحاب سياسة

خلوه صائماً.. موحشاً

فوق السلاح

فإن جنته صيامــَــه

قالوا مراحل

قولوا قبضنا سعرها سلفاً

ونقتسم الغرامــَــــه

لكن أرى غيباً بأعمدة الخيام

تعرت الأحقاد فيه جهنماً

وتحجرت فيه الغلامــــــه

حشد من الأثداء.. ميسرة تمِـجُ دمــا ً

وحلق في اليمين لمجهض دمه أمامــَــه

حتى قلامة أظفر كسرت

ستجرح قلب ظالمــا ً

فما تنس القلامـــــــــَـه

وأرى خوازيقاً صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامــَه

لله ما تذر البنادق حاكمين

مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامـــَــه

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما الصراط المستقيم

به اعتدال واستقامــَــه

لم ينعطف خل على خل

كما سبابة فوق الزناد

عشي معركة الكرامــــه

نسبي إليكم أيها المستفردون

وليس من مستفرد

في عصرنا

إلا الكرامــــة

في الحانة القديمة

مظفر النواب


المشرب ليس بعيداً.. ما جدوى ذلك
أنت كما الاسفنجة تمتص الحانات

ولا تسكر
يحزنك المتبقي من عمر الليل بكاسات الثملين

لماذا تتركوها؟

هل كانوا عشاقاً؟

هل كانوا لوطيين بمحض إرادتهم كلطاءات القمة؟

هل كانت بغي ليس لها أحد

في هذي الدنيا الرثة؟

وهمست بدفء في رئتيها الباردتين..

أيقتلك البرد؟

أنا يقتلني نصف الدفء.. ونصف الموقف أكثر

سيدتي.. نحن بغايا مصرك

يزني القهر بنا.. والدين الكاذب.. والفكر الكاذب..

والخبز الكاذب..

والأشعار.. ولون الدم يزور حتى في التأبين رماديا

ويوافق كل الشعب.. او الشعب

وليس الحاكم أعور

سيدتي.. كيف يكون الإنسان شريفاً

وجهاز الأمن يمد يديه بكل مكان

والقادم أخطر

نوضع في العصارة كي يخرج منا النفط

نخبك.. نخبك سيدتي

لم يتلوث منك سوى اللحم الفاني

فالبعض يبيع اليابس والأخضر

ويدافع عن كل قضايا الكون

ويهرب من وجه قضيته

سأبول عليه وأسكر.. ثم أبول عليه وأسكر

ثم تبولين عليه ونسكر

المشرب غص بجيل لا تعرفه.. بلد لا تعرفه

لغة.. ثرثرة.. وأمور لا تعرفها

إلا الخمرة بعد الكأس الأولى تهتم بأمرك

تدفئ ساقيك الباردتين

ولا تعرف أين تعرفت عليها منذ زمان

يهذي رأس بين يديك

شيء يوجع مثل طنين الصمت

يشاركك الصمت كذلك

بالهذيان.. فتحدق

في كل قناني العمر لقد فرغت

والنادل أطفأ ضوء الحانة مرات

لتغادر

كم أنت تحب الخمرة.. واللغة العربية.. والدنيا

لتوازن بين العشق وبين الرمان

هذى الكأس واترك حانتيك المسحورة

يا نادل لا تغضب فالعاشق نشوان

واملأها حتى تتفايض فوق الخشب البني

فما أدراك لماذا هذي اللوحة للخمر..

وتلك لصنع النعش.. وأخرى للإعلان..

عفواً يا مولاي فما أخرج من حانتك الكبرى

إلا منطفأً سكران

أصغر شيء يسكرني فكيف الإنسان

سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل

وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان

وقنعت يكون نصيبي في الدنيا.. كنصيب الطير

لكن سبحانك حتى الطير لها أوطان.. وتعود إليها

وأنا ما زلت أطير.. فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر

سجون متلاصقة

سجان يمسك سجان....
 

 

وتريات ليلية

الحركة الأولى


في تلك الساعة من شهوات الليل
وعصافير الشوك الذهبية
تستجلي أمجاد ملوك العرب القدماء

وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية

يكتظ حليب اللوز

ويقطر من نهديها في الليل

وأنا تحت النهدين ، إناء

في تلك الساعة حيث تكون الأشياء

بكاءً مطلق ،

كنت على الناقة مغموراً بنجوم الليل الأبدية

أستقبل روح الصحراء

يا هذا البدوي الضالع بالهجرات

تزوَّد قبل الربع الخالي

بقطرة ماء





كيف أندسَّ بهذا القفص المقفل في رائحة الليل!؟

كيف أندسَّ كزهرة لوزٍ

بكتاب أغانٍ صوفية!؟

كيف أندسَّ هناك،

على الغفلة مني

هذا العذب الوحشي الملتهب اللفتات

هروباً ومخاوف

يكتبُ في ََّّ

يمسح عينيه بقلبي

في فلتة حزن ليلية

يا حامل مشكاة الغيب!

بظلمة عينيك!

ترنَّم من لغة الأحزان،

فروحي عربية



يا طير البرِّ

أخذت حمائم روحي في الليل ،

الى منبع هذا الكون ،

وكان الخلق بفيض ،

وكنتَ عليّ حزين

وغسلت فضاءك في روح أتعبها الطين

تعب الطين ،

سيرحل هذا الطين قريباً ،

تعب الطين

عاشر أصناف الشارع في الليل

فهم في الليل سلاطينْ

نام بكل امرأة

خبأ فيها من حر النخل بساتينْ

يا طير البرقِ! أريد امرأةً دفء

فأنا دفء

جسداً كفء فأنا كفء

تعرق مثل مفاتيح الجنة بين يديَّ وآثامي

وأرى فيك بقايا العمر وأوهامي

يا طير البرق القادم من جنات النخل بأحلامي!

يا حامل وحي الغسق الغامض في الشرق

على ظلمة أيامي

أحمل لبلادي

حين ينام الناس سلامي

للخط الكوفيّ يتم صلاة الصبح

بافريز جوامعها

لشوارعها

للصبر

لعليٍّ يتوضأ بالسيف قبيل الفجر

أنبيك عليّاً

مازلنا نتوضأ بالذل

ونمسح بالخرقة حد السيف

ما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف

ما زالت عورة عمرو العاص معاصرةً

وتقبح وجه التاريخ

ما زال كتاب الله يعلَّقُ بالرمح العربية

ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،

يؤلب باسم اللات

العصبيات القبلية

ما زالت شورى التجار ، ترى عثمان خليفتها

وتراك زعيم السوقية

لو جئت اليوم ،

لحاربك الداعون إليك

وسموك شيوعية







. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

أتشهّى كل القطط الوسخة في الغربة

لكل نساء الغربة أسماكٌ

تحمل رائحة الثلج

وأتعبني جسدي

يا أيَّ امرأة في الليل!

تداس كسلة تمر بالأقدام

تعالي!

فلكل امرأة جسدي

وتدٌ عربي للثورة ، يا أنثى جسدي

كل الصديقين وكل زناة التاريخ العربي

هنا أرثٌ في جسدي

أضحك ممن يغريني بالسرج

وهل يسرج في الصبح حصان وحشيٌّ

ورث الجبهة من معركة "اليرموك"

وعيناه "الحيرة"

والأنهار تحارب في جسدي !؟

قد أعشق ألف امرأة في ذات اللحظة،

لكني أعشق وجه امرأة واحدة

في تلك اللحظة

امرأة تحمل خبزاً ودموعاً من بلدي.

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .





الحركة الثانية


. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

. . . . . . . . . . . . . .

وجيء بكرسيّ حُفرت هوة رعب فيه

ومزقت الأثواب عليّ

ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت

أمسكني من كتفي وقال ،

على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق

فاعترف الآنَ

اعترف

اعترف

اعترف الآنَ

عرقتُ.. وأحسست بأوجاع في كل مكانٍ من جسدي

اعترف الآن

وأحسست بأوجاع في الحائط

أوجاع في الغابات وفي الأنهار، وفي الإنسان الأوّل

أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان

توجهت الى المطلق في ثقة

كان أبو ذرٍّ خلف زجاج الشبّاك المقفل

يزرع فيّ شجاعته فرفضت

رفضت

وكانت أمي واقفة قدام الشعب بصمت.. فرفضت

اعترف الآن

اعترف الآن

رفضت

وأطبقت فمي ،

فالشعب أمانة

في عنق الثوري

رفضتُ

تقلص وجه الجلادين

وقالوا في صوت أجوف:

نترك الليلة..

راجع نفسك

أدركت اللعبة

في اليوم التاسع كفّوا عن تعذيبي

نزعوا القيد فجاء اللحم مع القيد ،
 

 

قمم
 
قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالة الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدم
 
وتبدأ الجلسة
لا
ولن
ولم.
ونهي فدا خصاكم سيدي
والدفعُ كمْ؟!
 
ويفشخ البغل على الحضور
حافريهِ
لا. نعم
وينزل المولود
نصف عورة
ونصف فم.
 
مباركٌ.. مبارك
وبالرفاه والبنين
أبرقوا لهيئة الأمم.
أما قمم
كمب على كمب
أبا كمباتكم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرِمَمْ.
 
وعنزةٌ
مصابة برعشة
في وسط القاعة بالت نفسها
فأعجب الحضور..
صفقوا..
وحلقوا..
بالت لهم ثانية
 
واستعر الهتاف..
كيف بالت هكذا..!!
وحدقوا
وحللوا
وأجلوا
ومحصوا
ومصمصوا
وشخت الذمم.
 
وأهبلتكم أمكم
هذا دمٌ أم ليس دمْ؟؟!
 
يا قمة الأزياء
يا قمة الأزياء
سُوّدت وجوهكم
من قمةٍ.
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَمْ.
قممْ.. قممْ.. قممْ
قممْ.
معزى على غنم
مضرطةٌ لها نغمْ
لتنعقد القمة
لا تنعقد القمةُ
لا. تنعقدُ القمة
أيْ تُفو على أول من فيها
إلى آخر من فيها
من الملوك.. والشيوخ.. والخَدَم.

وأنت المحال الذي لا يُباعُ
 
لَمْ تكُنْ
تتقي
وابل المجرمينَ
بظهرٍ أبيك
ولكن ترص عزيمتهُ
لاختراق الرصاص
 
ورغم صُراخِك
كم كان صوتُك عذباً
كأن جميع الطيور لقد ذُبحت،
وهي تشدو
وبين الرصاص
لمحتُ حذاءك
كان صغيراً..
ولكنه
قدرٌ لا مناص
 
وغطى دمُ الوطن العربي قميصك
كل الرصاص يوجه للوطن العربي!
وما زالَ لم يفهم الأغبياءُ
بأن الرصاص طريقُ الخلاص!!
 
محمدُ!
قد كشفت قمة العُهر
عن كل عوراتنا
خطبُ الذل باعت دماءك!
كلا...
فأنت المحالُ الذي لا يُباعُ
وأنت الترابُ الذي لا يُباعُ
وأنت السماءُ
وأنت القصاص.
………………………………………
المصدر: جريدة القدس العربي - العدد 3570 - الأربعاء 1 تشرين الثاني (نوفمبر) 2000.
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة لدى الشعب الفلسطيني المشرد

Free Web Hosting